إننا لا نرث الأرض من أجدادنا بل نستلفها من أحفادنا تحت شعار: الغابة ثروة وطنية لنحافظ عليها
تعد حرائق الغابات من أخطر المشكلات البيئية التي تواجه العالم، حيث تتميز هذه الحرائق بسرعة انتشارها بصورة مفزعة لمسافات واسعة، وقد تستمر هذه الحرائق لأشهر وليس لأيام فقط، وينجم عنها العديد من المخاطر البيئية، وخاصة انبعاث الغازات السامة مثل أول أكسيد الكربون، ناهيك عن الخسارة الفادحة للأخشاب والثروة النباتية والحيوانية والبشرية، إضافة إلى التشويه والإضرار بالقيم الجمالية والسياحية في تلك المناطق، كما أن الغازات السامة الناجمة عن هذه الحرائق تمتد إلى البلدان المجاورة ولا تقف عند حدود دولة بعينها.
وهناك أسباب عديدة لحدوث الحرائق في الغابات، منها أسباب طبيعية مثل المناخ الجاف والتصحر والبرق والصواعق، وأسباب بشرية مثل الإشعال المتعمد للحرائق وإلقاء أعقاب السجائر دون إطفائها والتخلص من المخلفات بطريق الحرق، فضلا عن عبث الأطفال بالنيران.ولاشك أن هناك عوامل تساعد على انتشار حرائق الغابات، مثل قصور الوعي لدى من يقومون بإشعال النيران في أماكن التنزه الغابية دون أخذ الاحتياطات الضرورية لتجنب امتداد النيران وانتشارها. كما أن هناك عوامل أخرى تزيد من اشتعال الحرائق مثل سرعة الرياح واتجاهها وكثافة الأشجار والأعشاب المحيطة بالموقع ودرجة جفاف النباتات؛ ونوعية المواد المشتعلة، فكلما احتوت الغابة على نباتات بها عطور أو زيوت سريعة الاشتعال كان الحريق سريعاً وقوياً، وكذا الغابات التي تحتوي على شجر الصنوبر، حيث إن جوزة الصنوبر تفرقع وتتناثر شظاياها المشتعلة، فتعمل على انتشار واتساع رقعة الحريق، إضافة إلى ما يصاحب هذه الفرقعة من صوت انفجار شديد كصوت القنبلة.
ومن أشهر الأمثلة على الأسباب البشرية لاندلاع حرائق الغابات، تلك الحرائق التي نشبت في إندونيسيا في جزيرتي "بورنيو" و"سومارتا" ما بين عامي 1997 - 1998.وقد أدت هذه الحرائق إلى انبعاث كميات هائلة من الغازات السامة غطت مساحات شاسعة من منطقة جنوب شرق آسيا، مما أدى إلى ظهور مشاكل صحية وبيئية خطيرة، وقد نشبت الحرائق في حوالي 808 موقعاً تم تحديدها بصور الأقمار الصناعية وقدرت المساحة التي دمرتها الحرائق بحوالي 456.000 هكتاراً.
وترجع هذه الحرائق أساساً إلى أن شركات تقطيع الأخشاب واستخراج زيت النخيل تعمد إلى إشعال النيران بهدف إخلاء الأراضي تمهيداً لزراعتها، كما يعمد المزارعون إلى قطع الأشجار وحرق الأراضي، بسبب النمو السكاني وزيادة الطلب على الأراضي حيث أزيلت مساحات كبيرة من الغابات في العقود القليلة الماضية.ونتيجة لامتداد الآثار البيئية الضارة لتلك الحرائق إلى دول الجوار، فقد وقعت دول منظمة الآسيان على معاهدة لمكافحة التلوث عبر الحدود عام 2002 ولكن إندونيسيا هي الدولة الوحيدة من دول المنظمة التي لم توقع على المعاهدة حتى الآن, وتقول إنها بانتظار موافقة البرلمان.
ومن الأمثلة الأخرى لحرائق الغابات، تلك الحرائق التي نشبت في البرازيل عام 1998 والتي قضت على ما يفوق المليون هكتاراً من الغابات، على نحو أدي إلى تحول البرازيل إلى واحدة من أكثر عشر دول تعاني من التلوث في العالم. وقد عانت المكسيك أيضاً من الجفاف لعدة سنوات على نحو أدى لنشوب العديد من الحرائق التي قضت على مساحات شاسعة من الغابات وانتشر دخانها إلى جنوب الولايات المتحدة الأمريكية.
وإذا لم تكتشف حرائق الغابات مبكراً ويتم التعامل معها بسرعة، فإنه يصعب السيطرة عليها بعد ذلك، حيث تتحول إلى قوة هائلة قاتلة للبشر والحيوان والنبات، ومدمرة للممتلكات والمرافق والمنشآت، وعادة ما يصاحبها فيضانات.وإستراتيجية مكافحة حرائق الغابات قد تكون من جهة واحدة، وذلك في حالة عدم انتشار الحريق على نطاق واسع وفي حالة عدم وجود رياح شديدة، حيث تتم المواجهة أمام جبهة اللهب لوقف انتشارها.
وقد تكون المواجهة من جانبين، وذلك عند اشتداد الحريق وتعذر المواجهة من جهة واحدة، حيث تجري المكافحة الجانبية لمقدمة اللهب من على طرفي محور انتشار اللهب. أما المكافحة بالاختراق، فيتم اللجوء إليها عندما تكون الرياح شديدة وتتعذر المكافحة بالطريقتين السابقتين، وهنا تتم المكافحة من الخلف مروراً بوسط اللهب.وتتطلب إستراتيجية مكافحة حرائق الغابات تخطيطاً مسبقاً بتوفير فرق المكافحة، وهم المسئولون عن تنظيم الغابات على مدار السنة وإزالة مسببات الحريق وإعداد مصادر مياه مناسبة للتدخل فور اندلاعه، إضافة إلى رجال البحرية، وهم يتدخلون عندما تكون الحرائق والغابات مطلة أو قريبة من البحار والأنهار والمحيطات.
وعند زيادة حجم الحريق وصعوبة محاصرته بمعرفة رجال الإطفاء، فإن الأمر قد يتطلب الاستعانة بقوات مساعدة كرجال الجيش، أو المتطوعين، وهم أولئك الذين تهددهم الحرائق، وهم في الغالب يسعون إلى التعاون مع الفرق الرسمية للإسراع بمحاصرة الحريق.كما تتطلب إستراتيجية المكافحة إعداد غرف عمليات فرعية في أماكن متفرقة، إضافة إلى غرفة عمليات رئيسية لتقدير الموقف وإصدار البيانات والتوجيهات، وينبغي تجهيز غرف العمليات بوسائل اتصال مختلفة وخرائط وماكيتات عن مناطق الغابات، إضافة إلى وسائل إعاشة لاحتمال استمرارية الحريق لعدة أيام، كما يجب توفير معدات الإطفاء الضرورية، مثل المضخات الخفيفة، وهي التي تستخدم في توصيل المياه بين أنابيب المكافحة البعيدة أو مضخات التغذية المرتبطة بصهاريج المياه، إلى جانب السيارات المصممة خصيصاً لحرائق الغابات، والتي تستطيع التنقل على جميع الأراضي، ويركب عليها صهاريج مملوءة بالمياه، تتراوح سعتها في الغالب بين 1000 و3500 لتر.
وتعد الطائرات من أدوات المكافحة الفعالة لحرائق الغابات، حيث يتم بواسطتها قذف المياه ومواد الإطفاء على مناطق الحرائق، وينبغي مراعاة الدقة في القذف ومعرفة اتجاه الريح والاقتراب إلى أقل ارتفاع ممكن قبل قذف المياه أو المواد المطفئة، والتي قد تصب دفعة واحدة أو على دفعات أو بالتدريج أثناء الطيران، وبطبيعة الحال فإن عمل هذه الطائرات يجب أن يكون مكملاً للجهود الأرضية، حيث لا تستطيع الطائرات وحدها إطفاء الحرائق تماماً.
ولاشك أن نجاح أي إستراتيجية لمكافحة الحرائق يتطلب تنسيقاً وتعاوناً مشتركاً بين كافة الجهات المعنية، كما يتطلب إنشاء مراكز مراقبة مجهزة بوسائل اتصال حديثة، لسرعة اكتشاف الحرائق وسهولة تحديد مواقعها، ثم الإنذار السريع عن الحريق، وتتم المراقبة بواسطة الأفراد الذين يتولون الحراسة أو القيام بدوريات، ومن خلال أبراج المراقبة التي تتصل بمراكز الإطفاء، أو من خلال الطائرات العمودية (وهي طريقة مكلفة للغاية)، وكذا من خلال تكليف طياري الخطوط المنتظمة الذين يمرون فوق الغابات بملاحظة أي حريق والإخطار الفوري عنه، كما ينبغي العمل على نشر الوعي بين المواطنين بأهمية الغابات وضرورة الحفاظ عليها، وتنظيفها بصفة مستمرة وإزالة النباتات والأعشاب الميتة منها، مع شق الطرق والممرات بها.
تعد حرائق الغابات من أخطر المشكلات البيئية التي تواجه العالم، حيث تتميز هذه الحرائق بسرعة انتشارها بصورة مفزعة لمسافات واسعة، وقد تستمر هذه الحرائق لأشهر وليس لأيام فقط، وينجم عنها العديد من المخاطر البيئية، وخاصة انبعاث الغازات السامة مثل أول أكسيد الكربون، ناهيك عن الخسارة الفادحة للأخشاب والثروة النباتية والحيوانية والبشرية، إضافة إلى التشويه والإضرار بالقيم الجمالية والسياحية في تلك المناطق، كما أن الغازات السامة الناجمة عن هذه الحرائق تمتد إلى البلدان المجاورة ولا تقف عند حدود دولة بعينها.
وهناك أسباب عديدة لحدوث الحرائق في الغابات، منها أسباب طبيعية مثل المناخ الجاف والتصحر والبرق والصواعق، وأسباب بشرية مثل الإشعال المتعمد للحرائق وإلقاء أعقاب السجائر دون إطفائها والتخلص من المخلفات بطريق الحرق، فضلا عن عبث الأطفال بالنيران.ولاشك أن هناك عوامل تساعد على انتشار حرائق الغابات، مثل قصور الوعي لدى من يقومون بإشعال النيران في أماكن التنزه الغابية دون أخذ الاحتياطات الضرورية لتجنب امتداد النيران وانتشارها. كما أن هناك عوامل أخرى تزيد من اشتعال الحرائق مثل سرعة الرياح واتجاهها وكثافة الأشجار والأعشاب المحيطة بالموقع ودرجة جفاف النباتات؛ ونوعية المواد المشتعلة، فكلما احتوت الغابة على نباتات بها عطور أو زيوت سريعة الاشتعال كان الحريق سريعاً وقوياً، وكذا الغابات التي تحتوي على شجر الصنوبر، حيث إن جوزة الصنوبر تفرقع وتتناثر شظاياها المشتعلة، فتعمل على انتشار واتساع رقعة الحريق، إضافة إلى ما يصاحب هذه الفرقعة من صوت انفجار شديد كصوت القنبلة.
ومن أشهر الأمثلة على الأسباب البشرية لاندلاع حرائق الغابات، تلك الحرائق التي نشبت في إندونيسيا في جزيرتي "بورنيو" و"سومارتا" ما بين عامي 1997 - 1998.وقد أدت هذه الحرائق إلى انبعاث كميات هائلة من الغازات السامة غطت مساحات شاسعة من منطقة جنوب شرق آسيا، مما أدى إلى ظهور مشاكل صحية وبيئية خطيرة، وقد نشبت الحرائق في حوالي 808 موقعاً تم تحديدها بصور الأقمار الصناعية وقدرت المساحة التي دمرتها الحرائق بحوالي 456.000 هكتاراً.
وترجع هذه الحرائق أساساً إلى أن شركات تقطيع الأخشاب واستخراج زيت النخيل تعمد إلى إشعال النيران بهدف إخلاء الأراضي تمهيداً لزراعتها، كما يعمد المزارعون إلى قطع الأشجار وحرق الأراضي، بسبب النمو السكاني وزيادة الطلب على الأراضي حيث أزيلت مساحات كبيرة من الغابات في العقود القليلة الماضية.ونتيجة لامتداد الآثار البيئية الضارة لتلك الحرائق إلى دول الجوار، فقد وقعت دول منظمة الآسيان على معاهدة لمكافحة التلوث عبر الحدود عام 2002 ولكن إندونيسيا هي الدولة الوحيدة من دول المنظمة التي لم توقع على المعاهدة حتى الآن, وتقول إنها بانتظار موافقة البرلمان.
ومن الأمثلة الأخرى لحرائق الغابات، تلك الحرائق التي نشبت في البرازيل عام 1998 والتي قضت على ما يفوق المليون هكتاراً من الغابات، على نحو أدي إلى تحول البرازيل إلى واحدة من أكثر عشر دول تعاني من التلوث في العالم. وقد عانت المكسيك أيضاً من الجفاف لعدة سنوات على نحو أدى لنشوب العديد من الحرائق التي قضت على مساحات شاسعة من الغابات وانتشر دخانها إلى جنوب الولايات المتحدة الأمريكية.
وإذا لم تكتشف حرائق الغابات مبكراً ويتم التعامل معها بسرعة، فإنه يصعب السيطرة عليها بعد ذلك، حيث تتحول إلى قوة هائلة قاتلة للبشر والحيوان والنبات، ومدمرة للممتلكات والمرافق والمنشآت، وعادة ما يصاحبها فيضانات.وإستراتيجية مكافحة حرائق الغابات قد تكون من جهة واحدة، وذلك في حالة عدم انتشار الحريق على نطاق واسع وفي حالة عدم وجود رياح شديدة، حيث تتم المواجهة أمام جبهة اللهب لوقف انتشارها.
وقد تكون المواجهة من جانبين، وذلك عند اشتداد الحريق وتعذر المواجهة من جهة واحدة، حيث تجري المكافحة الجانبية لمقدمة اللهب من على طرفي محور انتشار اللهب. أما المكافحة بالاختراق، فيتم اللجوء إليها عندما تكون الرياح شديدة وتتعذر المكافحة بالطريقتين السابقتين، وهنا تتم المكافحة من الخلف مروراً بوسط اللهب.وتتطلب إستراتيجية مكافحة حرائق الغابات تخطيطاً مسبقاً بتوفير فرق المكافحة، وهم المسئولون عن تنظيم الغابات على مدار السنة وإزالة مسببات الحريق وإعداد مصادر مياه مناسبة للتدخل فور اندلاعه، إضافة إلى رجال البحرية، وهم يتدخلون عندما تكون الحرائق والغابات مطلة أو قريبة من البحار والأنهار والمحيطات.
وعند زيادة حجم الحريق وصعوبة محاصرته بمعرفة رجال الإطفاء، فإن الأمر قد يتطلب الاستعانة بقوات مساعدة كرجال الجيش، أو المتطوعين، وهم أولئك الذين تهددهم الحرائق، وهم في الغالب يسعون إلى التعاون مع الفرق الرسمية للإسراع بمحاصرة الحريق.كما تتطلب إستراتيجية المكافحة إعداد غرف عمليات فرعية في أماكن متفرقة، إضافة إلى غرفة عمليات رئيسية لتقدير الموقف وإصدار البيانات والتوجيهات، وينبغي تجهيز غرف العمليات بوسائل اتصال مختلفة وخرائط وماكيتات عن مناطق الغابات، إضافة إلى وسائل إعاشة لاحتمال استمرارية الحريق لعدة أيام، كما يجب توفير معدات الإطفاء الضرورية، مثل المضخات الخفيفة، وهي التي تستخدم في توصيل المياه بين أنابيب المكافحة البعيدة أو مضخات التغذية المرتبطة بصهاريج المياه، إلى جانب السيارات المصممة خصيصاً لحرائق الغابات، والتي تستطيع التنقل على جميع الأراضي، ويركب عليها صهاريج مملوءة بالمياه، تتراوح سعتها في الغالب بين 1000 و3500 لتر.
وتعد الطائرات من أدوات المكافحة الفعالة لحرائق الغابات، حيث يتم بواسطتها قذف المياه ومواد الإطفاء على مناطق الحرائق، وينبغي مراعاة الدقة في القذف ومعرفة اتجاه الريح والاقتراب إلى أقل ارتفاع ممكن قبل قذف المياه أو المواد المطفئة، والتي قد تصب دفعة واحدة أو على دفعات أو بالتدريج أثناء الطيران، وبطبيعة الحال فإن عمل هذه الطائرات يجب أن يكون مكملاً للجهود الأرضية، حيث لا تستطيع الطائرات وحدها إطفاء الحرائق تماماً.
ولاشك أن نجاح أي إستراتيجية لمكافحة الحرائق يتطلب تنسيقاً وتعاوناً مشتركاً بين كافة الجهات المعنية، كما يتطلب إنشاء مراكز مراقبة مجهزة بوسائل اتصال حديثة، لسرعة اكتشاف الحرائق وسهولة تحديد مواقعها، ثم الإنذار السريع عن الحريق، وتتم المراقبة بواسطة الأفراد الذين يتولون الحراسة أو القيام بدوريات، ومن خلال أبراج المراقبة التي تتصل بمراكز الإطفاء، أو من خلال الطائرات العمودية (وهي طريقة مكلفة للغاية)، وكذا من خلال تكليف طياري الخطوط المنتظمة الذين يمرون فوق الغابات بملاحظة أي حريق والإخطار الفوري عنه، كما ينبغي العمل على نشر الوعي بين المواطنين بأهمية الغابات وضرورة الحفاظ عليها، وتنظيفها بصفة مستمرة وإزالة النباتات والأعشاب الميتة منها، مع شق الطرق والممرات بها.